خسوف القمر و كيف صلاة الخسوف وفعل الرسول عند حدوثه
أطول خسوف جزئي للقمر بالقرن الواحد والعشرين ، وسيبدأ من بعد التاسعه وربع مساءا ،وسيتضح من العاشره والربع مساء ، ويستمر لمدة ١٠٠ دقيقة ، وفي بعض البلاد حتي الواحدة صباحا وفي الوقت نفسه فإن لظاهرتي خسوف القمر وكسوف الشمسطقوس معينة في ديننا عرفناها من نبينا سنستعرضها معًا ونحن نتعرف على أسرار وخفايا هذه الظاهرة.
الكسوف هو: انحجاب ضوء أحد النيرين الشمس أو القمر .
والكسوف والخسوف بمعنى واحد، فَيُقال: كسفت الشمس وخسفت، وكسف القمر وخسف، وقيل: الكسوف للشمس، والخسوف للقمر
الخسوف القادم سيكون القمر أيضا في أقصى نقطة له من الأرض ونتيجة لذلك سيبدو القمر أصغر من المعتاد وبالتالي فإن الوقت الذي يستغرقه لعبور الظل سيكون أطول من المعتاد.
ماسنراه هو خسوف كلي نادر للجرم الأقرب إلى الأرض وهو القمر، ومن مظاهر روعة هذه الظاهرة:
أنها ستستمر لمدة طويلة لن تتكرر لعقود مقبلة، والسبب وراء هذا الخسوف الطويل هو مرور القمر عبر مركز ظل الأرض، وسيكون بذلك على خط واحد خلف الكرة الأرضية والشمس.
وصف صلاة كسوف القمر
وهي ركعتان ، في كل ركعة : قراءتان وركوعان وسجدتان .
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : “جَهَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْخُسُوفِ بِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ كَبَّرَ فَرَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ مِنْ الرَّكْعَةِ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ثُمَّ يُعَاوِدُ الْقِرَاءَةَ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ”
وأعلنت وزارة الأوقاف عن إقامة “صلاة الخسوف”، عقب صلاة عشاء غدا الجمعة، بالمساجد الكبرى التي تحددها كل مديرية، وذلك بناء على ما أعلنته هيئة الأرصاد الجوية المصرية من حدوث خسوف كلي وجزئي، مساء الجمعة 27/8/2018، تطبيقًا للسنة النبوية المشرفة.
متى يحدث الخسوف الكلي ؟
ولكي يحدث الخسوف الكلي فلا بد أن يمر القمر ضمن مراحله الخمس بالخسوفات السابقة، وفي بدايته فإن لون القمر يميل للحمرة بسبب الأشعة الحمراء التي لا يمكن امتصاصها من أعلى الغلاف الجوي للأرض، وفى حالة الخسوف الدموي فإنه بسبب اللون الأحمر القاني للقمر المخسوف كليًا فإنه يطلق عليه اسم “القمر الدامي”، ومصطلح القمر الدامي ليس مصطلحًا علميا ولكن استخدم بسبب اللون المحمر للقمر الكامل المخسوف كليًا، ويرجع ذلك إلى نفاذ طيف الشمس الأحمر (ذو طول موجة طويلة) في جو الأرض وتشتت جزء الطيف الأزرق (ذو طول موجة قصيرة)، بالإضافة إلى عوامل التلوث الجوي التي تؤثر على كمية الأشعة عندما يمر ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض.
وتنشأ “ظاهرة خسوف القمر”، في منتصف الشهر الهجري، عندما تحجب الأرض ضوء الشمس أو جزءًا منه عن القمر، ويمكن رؤية الخسوف في المناطق التي يكون فيها القمر فوق الأفق.
فعند بداية أو نهاية الشهر القمري يقع القمر متوسطًا بين الأرض والشمس، ولو كان القمر يدور في نفس مستوى دوران الأرض حول الشمس لحدث الخسوف كل شهر، إلا إنه يمكن أن يحدث ثلاث مرات فى العام؛ لأن مستوى دوران القمر حول الشمس يميل بزاوية مقدارها خمس درجات تقريبًا، فإن الخسوف لا يحدث إلا عندما تمر الشمس (بسبب دوران الأرض حول الشمس) في نقطة التقاء المستويين أو ما تسميان بالعقدتين.
مراحل خسوف القمر
وتحدث تلك الظاهرة على خمس مراحل تبدأ بخفوت بعض ضوء القمر دون أن يخسف (خسوف شبه الظل بالمصطلح الفلكي)، ثم يبدأ القمر بدخول منطقة ظل الأرض الخسوف الجزئي. ومنطقة ظل الأرض هي المنطقة التي ينحجب فيها ضوء القمر بسبب الأرض، ويخسف قرص القمر كاملا عند اكتمال دخوله إلى منطقة ظل الأرض، ثم يبدأ القمر بالخروج من منطقة ظل الأرض فينتهي الخسوف الكلي.
القمر حار وبارد
ويعاني سطح القمر عند الخسوف من تغير درجة حرارته بنحو ٢٢٩ درجة مئوية؛ حيث إن درجة حرارة سطح القمر المضاء بالشمس تبلغ أكثر من 130 درجة مئوية، وفي الخسوف وعندما تعترض الأرض لأشعة الشمس الساقطة على القمر فتحجبها تمامًا وتنخفض درجة الحرارة على سطح القمر إلى ما دون 99 درجة تحت الصفر.
مدة الخسوف
وسوف يستغرق خسوف القمر الكلى فى جميع مراحله منذ بدايته وحتى نهايته “شبه ظلي – جزئي – كلي – شبه ظلي” مدة قدرها 6 ساعات و14 دقيقة تقريبًا، ويستغرق الخسوف منذ بداية الخسوف الجزئي الأول حتى نهاية الخسوف الجزئي الثاني “جزئي – كلي – جزئي” مدة قدرها ساعتين و12 دقيقة.
كما يستغرق خسوف القمر الكلي منذ بدايته حتى نهايته ساعة و43 دقيقة.
الكسوف و الخسوف .. أحكام وآداب
====================
1 – الكسوف والخسوف بمعنى واحد لغة
وقيل الكسوف للشمس والخسوف للقمر.
وجُمْهُورُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَغَيْرُهُمْ عَلَى أَنَّ الْخُسُوفَ وَالْكُسُوفَ يَكُونُ لِذَهَابِ ضَوْئِهِمَا كُلِّهُ وَيَكُونُ لِذَهَابِ بَعْضِهِ.
يُقَالُ كَسَفَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِفَتْحِ الْكَافِ وَكُسِفَا بِضَمِّهَا وَانْكَسَفَا وَخَسَفَا وَخُسِفَا وَانْخَسَفَا بِمَعْنًى
وَقِيلَ كَسْفُ الشَّمْسِ بِالْكَافِ وَخَسْفُ الْقَمَرِ بِالْخَاءِ.
2 – في كسوف الشمس يكون القمر بين الشمس والأرض؛ ممّا يعني أن القمر هو الذي يحجب أشعة الشمس عن الأرض، أما في خسوف القمر فتكون الأرض بين الشمس والقمر؛ ممّا يعني أنّ الذي يحجب قرص الشمس عن القمر هو الأرض.
3 – الكسوف والخسوف مِن آيات الله يجعلهم الله لتخويف العباد وتذكيرهم باليوم الاخر وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الكسوف فزعا خائفا حتى أنه أخذ لباس زوجته بدلا من ردائه خطأً لانشغال ذهنه بقيام الساعة حتى أدركه شخص خلفه بردائه كما في صحيح مسلم من حديث أسماء “كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ففزع فأخطأ بدرع حتى أُدرك بردائه”.
4 – لا ارتباط بين الكسوف وموت أو حياة أحَدٍ من النَّاس كما سياتي في الحديث.
5 – ما ينبغي فعله وقت الكسوف والخسوف …
( أ ) الصلاة
جمهور العلماء على أن صلاة الخسوف سنة مؤكدة ليست بواجبة ، ونقل بعضهم الإجماع على ذلك ، وذهب بعض أهل العلم إلى أنها واجبة وهو قول الحنفية، وقال بعضهم : فرض كفاية .
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا” رواه البخاري (1402) ومسلم (914).
= وسيأتي – إن شاء الله – تفاصيلها.
( ب ) الصدقة
في الحديث (فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ … وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا) رواه البخاري (1044) ومسلم (901) .
( ج ) الدعاء
في حديث الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ قال:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ” . رواه البخاري (1061) ومسلم (915).
( د ) ذكر الله والاستغفار
في حديث أَبِي مُوسَى قال:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ” رواه البخاري (1059) ومسلم (912).
( هـ ) العِتق ان كان موجوداً
عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ : “لَقَدْ أَمَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَتَاقَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ” . رواه البخاري (1054) .
( و ) التعوذ بالله من عذاب القبر
جاء في حديث عَائِشَةَ قالت:… ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ مَرْكَبًا فَخَسَفَتْ الشَّمْسُ فَرَجَعَ ضُحًى فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ الْحُجَرِ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي وَقَامَ النَّاس وَرَاءَهُ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا ….وَانْصَرَفَ فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ” .رواه البخاري (1050)
6 – تشرع صلاة الخسوف عند رؤيته بالبصر ؛ لحديث : (فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ ، فَصَلُّوا حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ) ، فلو حال غيم دون رؤية الخسوف فلا تُشرع الصلاة .
7 – إذا اجتمعت صلاة الخسوف أو الكسوف مع صلاة حاضرة من الصلوات الخمس ، فتقدّم صلاة الفرض ، ثم تُصلى صلاة الخسوف .
8 – لا يؤذن لصلاة الكسوف مثل الاذان المعروف ولكن يشرع النداء بقول “الصلاة جامعة ” ولو كان الناس في المسجد بعد الفريضة مجتمعين ، وذلك عملا بالسنة ، وتنبيها لمن لم يحضر كالنساء والمرضى في البيوت.
9 – عدد صلاة الكسوف والخسوف ركعتان
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : “انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ” .رواه البخاري (1062)
10 – .القراءة فيها جهرية
وسواء كانت الصلاة في الليل أو في النهار.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : “جَهَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْخُسُوفِ بِقِرَاءَتِهِ” . رواه البخاري (1066) ومسلم (901).
11 – كيفيتها
وهي ركعتان ، في كل ركعة : قراءتان وركوعان وسجدتان .
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : “جَهَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْخُسُوفِ بِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ كَبَّرَ فَرَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ مِنْ الرَّكْعَةِ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ثُمَّ يُعَاوِدُ الْقِرَاءَةَ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ” . متفق عليه – الموضع السابق – .
12 – يستحب إطالة الصلاة
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : “خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ” . رواه البخاري (1059) ومسلم (912).
13 – يستحب ان تكون الركعة الأولى أطول مِن الثانية
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ يَهُودِيَّةً …. فَكَسَفَتْ الشَّمْسُ فَرَجَعَ ضُحًى فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ الْحُجَرِ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَقَامَ النَّاس وَرَاءَهُ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَفَعَ فَسَجَدَ سُجُودًا طَوِيلًا ثُمَّ قَامَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ وَهُوَ دُونَ السُّجُودِ الْأَوَّلِ ثُمَّ انْصَرَفَ” . متفق عليه -.
14 – لا تدرك الركعة بالركوع الثاني على الراجح ، وإنما تدرك بالأول عند جماعة من اهل العلم ، فمن فاته الركوع الأول من الركعة في صلاة الخسوف فقد فاتته الركعة ، وعليه قضاؤها .
15 – لا تكرر صلاة الخسوف وإذا انتهت صلاة الخسوف قبل انجلائه انشغلوا بالذكر والدعاء والاستغفار حتى ينجلي.
قال ابن عثيمين في مجموع الفتاوى والرسائل: لا تكرر صلاة الكسوف إذا انتهت قبل الانجلاء، وإنما يصلي نوافل كالنوافل المعتادة، أو يدعو ويستغفر، ويشتغل بالذكر حتى ينجلي. اهـ.
16 – الأصل أن صلاة الكسوف تكون جماعة في المسجد
للاحاديث السابقة ولا مانع مِن أن يصلِّيها الناس في بيوتهم فرادى ، وإن كان الأولى أن تكون في المسجد وجماعة ولا بأس أن تصلي المرأة صلاة الكسوف في بيتها ، وإن خرجت للمسجد بالشروط الشرعية كما فعلت نساء الصحابة فهو خير .
17 – يسنُّ للإمام بعد الصلاة أن يخطب بالنَّاس – وظاهر الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب خطبة واحدة – يذكِّرهم باليوم الآخر ، ويرهِّبهم مِن الحشر والقيامة ، ويُعلِّمهم بحالهم في القبور وسؤال الملكين، وكلُّ هذا مِن هديه صلى الله عليه وسلم.
دعاء الخسوف بن باز
قال: ورأيت فيها امرأة تعذب بهرة حبستها، لا هي أطعمتها وسقتها حين حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، فعذبت بها، هذا يدل على أنه لا يجوز تعذيب الحيوان لا الهر ولا الكلب ولا الدجاج ولا الحمام ولا الإبل ولا البقر لا تعذب، بل إما أن يعلفها ويقوم بواجبها، وإما أن يبيعها إذا أحب البيع أو يطلق سراحها تأكل من أرض الله، أما حبسها وعدم إطعامها وإسقائها هذا ظلم لا يجوز حتى ولو هرة حتى ولو كلبًا لا يجوز؛ لأنه ظلم، فإذا كان هذا في هرة أو كلب ونحو ذلك فكيف بالذي يحبس المسلم بغير حق ويظلمه أو يتعدى عليه بقتل أو غيره يكون ذنبه أعظم وجريمته أكبر وعذابه أشد، نسأل الله العافية.
قال: ورأيت فيها سارق الحجيج بمشعابه، كان في الجاهلية بعض الناس يسرق الحجاج، معه عصا منحنية الرأس مثل المشعاب كان يمر حول الحجيج حول أمتعتهم يجر مما … بمشعابه ما أمكنه، فإذا فطنوا له قال: تعلق بمحجني ما قصدت، وإذا لم يفطنوا له هرب بذلك الشيء وأخذه، فرآه النبي ﷺ يعذب في النار بمحجنه الذي كان يسرق به الحاج والعياذ بالله.
هل الكسوف والخسوف غضبٌ أو تخويفٌ أو ظاهرةٌ طبيعية
وفي هذا الموضوع يقول الشيخ ابن باز – رحمه الله – : ( وما يقع من خسوف أو كسوف في الشمس والقمر ونحو ذلك مما يبتلي الله به عباده هو تخويف منه سبحانه وتعالى وتحذير لعباده من التمادي في الطغيان , وحثٌ لهم على الرجوع والإنابة إليه … ) ويقول : ( وكونها آية تعرف بالحساب لا يمنع كونها تخويفاً من الله جلّ وعلا وأنها تحذير منه سبحانه فإنه هو الذي أجرى الآيات , وهو الذي رتب أسبابها … ) , وسئل الشيخ ابن عثيمين عن اثنين تنازعا في الكسوف : أهو غضب من الله , أم تخويف منه , فقال سماحته: ( المصيب من قال إنه تخويف ; لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – صرح بذلك , فقال : يخوف الله بهما عباده , لكن قد يكون هذا التخويف لعقوبة انعقدت أسبابها , ولهذا أمر الناس بالفزع إلى الصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والتكبير .. ) .